ماذا يقال عند الذبح أو النحر للأضحية

ماذا يقال عند الذبح أو النحر للأضحية
ماذا يقال عند الذبح
الكاتب: فريق التحرير
التاريخ: ديسمبر 14, 2023

ماذا يقال عند الذبح أو النحر للأضحية؟ فالأضحية هي من عطايا الله تعالى وخيراته لدى عباده، حيث يقوم المسلمون بذبحها كزكاة عن أموالهم، ليزيد الله من خيره ونعمه في بيوتهم وأولادهم، ويحميهم من كل كرب قد يحل بهم، شاكرينه سبحانه على عطاياه، حيث سنذكر لكم في مقالنا هذا ما يقال عند ذبح الأضحية، ووقتها، وشروطها.

ماذا يقال عند الذبح أو النحر للأضحية؟

يقوم المسلمين بتقديم الأضاحي لوجه الله تعالى، كي يدفع عنهم البلاء ويحميهم في مالهم من كل سوء، وعن ما يجب قوله عند الذبح أو النحر للأضحية، فحسب تعاليم السنة النبوية الشريفة يقال ما يلي:

  • باسم الله والله أكبر، ما يحتاج شهادة، ومن ثم يذبح: حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يذبح يقول: باسم الله، والله أكبر بعدها يذبح الذبيحة، وإذا كانت ضحية يقول: اللهم عن فلان ابن فلان، أو عن فلانة أفضل، أما إذا كانت عقيقة، وهي التي تذبح عن المولود، فكان النبي يقول: اللهم عن ولدي فلان، أو عن بنتي فلانة، ما فيه بأس، هذا مشروع ولكن، يقول أيضا” عند الذبح:” باسم الله والله أكبر”، بعدها يجر السكينة على الذبيحة، وإما يطعن في اللبة بالحربة إن كانت الذبيحة من الإبل، وإن كانت من البقر الغنم يذبحها بالسكين على جنبها الأيسر.
  • وفي قول آخر يقال عند الذبح للأضحية: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني (وإذا كان يذبح أضحية غيره يقول: هذا عن فلان )، اللهم تقبل من فلان وآل فلان، والواجب من هذا القول هو التسمية، وما يزيد عن ذلك فهو مستحب، لكنه ليس بواجب.
  • ومما روي عن الذبح أو النحر للأضحية: روى البخاري (5565)، ومسلم (1966) عَنْ أَنَسٍ أنه قَال : ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
  • وروى مسلم (1967) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ (يعني السكين)، ثُمَّ قَال اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِه.
  • كما روى الترمذي (1521) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنه قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَضْحَى بِالْمُصَلَّى فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ فَأُتِيَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي، صححه الألباني في صحيح الترمذي.

ممّ تكون الأضحية؟

عندما يقوم المسلمون بذبح الأضحية فممّ يجب أن تكون؟ لقد ذهب الجمهور من أهل العلم، وبما فيهم أصحاب المذاهب الأربعة، أنه يشترط عند ذبح الأضحية أن تكون من الأنعام، وهي الإبل، والبقر، والغنم، ويشمل ذلك الذكر والأنثى من نفس النوع، وكذلك الخصي والفحل، والمعز هو نوع من الغنم، والجاموس هو نوع من البقر، حيث نقل عن الحسن بن صالح، وهو من فقهاء السلف المتقدمين، أن بقرة الوحش، والظبي تجزئ في الأضحية، وفي سياق آخر قال ابن حزم :”والأضحية جائزة بكل حيوان يؤكل لحمه من ذي أربع، أو طائر كالفرس، والإبل، وبقر الوحش والديك، وسائر الطير، والحيوان الحلال أكله”، حيث لم يكن هناك خلاف بين العلماء أنه لا يجوز في الأضحية شراء لحم وتوزيعه، فلا تكون الأضحية إلا بالذبح.

ما هو وقت الأضحية؟

بالنسبة للوقت الذي يجب أن يتم فيه الذبح او النحر للأضحية، فلم يكن هناك خلاف بين العلماء بأنه لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد، فيجب أن تكون بداية الذبح بعد الصلاة، وزاد المالكية بأن البداية تكون بعد أن يذبح إمام الصلاة أضحيته، حيث أن رأي الجمهور أرجح، أما بالنسبة لآخر وقت الذبح فقد وجد خلاف في ذلك، فعند الجمهور يكون في غروب ثالث أيام العيد، فتكون أيام الذبح على هذا يوم العيد ويومان بعده، وقد زاد الشافعي يوما” على ذلك فقال أن آخر الذبح للأضحية غروب رابع أيام العيد وأيام الذبح على هذا يوم العيد وثلاثة أيام بعده (وهو الراجح)، بالإضافة إلى ذلك لقد جاء عن بعض السلف أن شهر ذي الحجة بكامله صالح للذبح، ولكن ذهب آخرون إلى أن الذبح يكون يوم العيد فقط ولا بأس بالذبح ليلاً أو نهاراً في هذه الأيام، وإن كان المالكية قد منعوا الذبح ليلاً.

شروط الأضحية المجزئة:

فيما يلي نذكر الشروط الواجب توافرها عند ذبح الأضحية:

  • أن تبلغ سن التضحية، ويعبر عنه بالثني، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :” لا تذبحوا إلا مسنةً إلا أن يَعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن”، وورد عن جمهور العلماء، بما فيهم المذاهب الأربعة، أنه لا يجزئ من الإبل، والبقر، والمعز، إلا الثني فما فوقه، وأما الضأن فيجزئ منه الجذع فما فوقه، ولكن الأوزاعي قد خالف ذلك فرأى أنه يجزئ الجذع من الإبل والبقر والغنم، والثني يختلف من نوع لآخر، فأقل ما قيل في ثني البقر والجاموس (أنه ما أتم سنتين)، وبعضهم جعله من أتم سنتين، ودخل في الثالثة، وآخرون جعلوه من أتم ثلاث سنوات، أما عن ثني الإبل فقيل أنه ما أتم خمس سنين، وبالنسبة ل الضأن، فقد قيل في تعريف الجذع منه، أنه ما بلغ ستة أشهر، خاصة إذا كان عظيما كابن السنة، وهو قول الحنفية وتقترب منه الحنابلة، أما المالكية والشافعية فقد رأوا أن جذع الضأن ما أتم سنة، وأخيرا” ثني المعز قيل أنه ما أتم سنة أيضاً، حيث يجب مراعاة أعمار الأنعام هذه، حتى في العجول المسمنة.
  • أن تكون الأضحية سليمة من العيوب المانعة، فلا يجزئ في الأضاحي ما يأتي: العوراء البين عورها، من باب أولى العمياء- العرجاء البين عرجها ، من باب أولى مقطوعة الرجل- الكسيرة التي لا تنقي وهي التي لا تقوم، ولا تنهض من الهزال، أما المرض الخفيف فلا يضر، وكذلك العرج الخفيف الذي تلحق به الشاة الغنم- المريضة البين مرضها: والمرض البين هو الذي يفسد اللحم وينقص الثمن، فلا تجزئ إذا كانت جرباء، أو كان بها بُثُور، وقروح، وكذلك العجفاء التي لا تنقي، فالعجف هو فرط الهزال المذهب للَّحم، والتي لا تنقي معناه لا مخ فيها، وهذه الأمراض الأربعة لاخلاف في وجوب تجنبها في ذبح الأضحية.
  • أما الصفات المختلف فيها في ذبح الأضحية : السكاء وهي صغيرة الأذن، لكن التي خلقت بلا أذنين، أو بأذن واحدة فالجمهور قال بعدم الإجزاء بها، لكن أجازها الحنابلة، أما لمُقَابَلَة: وهي التي قطع من مقدم أذنها قطعة، فقد كرهها الجمهور، وأجازها الحنفية دون كراهة فيها، وفي حكمها المدابرة: وهي ما قطع من مؤخرة إذنها قطعة وتدلت منها. وبالنسبة لمن اشترى أضحية سليمة فتعيبت قبل الذبح، فالراجح أنه يجوز ذبحها.

وفي الختام، نكون قد قدمنا لكم ما يقال عند ذبح الأضحية، وبعض المعلومات الأخرى، فاستفيدوا من ثواب عيد الأضحى المبارك وقدموا أضاحيكم فيه كي تنالوا من رزق الله تعالى كل خير وينجيكم من كل مكروه.