وسائل الإعلام: أنواعها وأهميتها

وسائل الإعلام: أنواعها وأهميتها
وسائل الإعلام
الكاتب: فريق التحرير
التاريخ: فبراير 28, 2024

تحظى وسائل الإعلام بأهميّة كبيرة في المجتمعات على مستوى العالم، وذلك باعتبارها مصدر أساسيّ لتثقيف الإنسان، وترفيههِ، فضلاً عن دورها في تبادل المعلومات، والأخبار السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، وتحقيق التواصل بين الأفراد من مختلف الشعوب، لذا سنتوقّف في مقالنا هذا عند ذكر أهميّة وسائل الإعلام، وأنواعها، وتأثيرها على الأفراد والمجتمع أيضاً.

مفهوم الإعلام:

يعتبر الإعلام لغة للتبليغ، وهو العمليّة التي يتمّ بها نشر الأخبار والحقائق والآراء بين الناس بمُختلف وسائل الإعلام، لأجل الإقناع والتأييد، ونشر التوعية، والترفيه أيضاً. كما يُعرّف الألماني أوتوجروت الإعلام بأنّه التعبير الموضوعيّ لعقليّة الجماهير، وروحها، وميولها، واتّجاهاتها، حيث إنّ صناعة الإعلام تقتضي تبنِّي عدد من المضامين، والرسائل المختلفة والعمل على نمذجتها والترويج لها ضمن قوالب مُحدَّدة وبوسائل الإعلام المتنوعة حسب طبيعة كل وسيلة على أن تشمل جميع شرائح المجتمع بمختلف اهتماماتهم.

ومن الجدير بالذكر أن تعدُّد وسائل الإعلام، وتنوُّع أنماط دليلاً على تنوُّع الجماهير، فإنّ لكلّ فئة في المجتمع ما ينسجم معها من قنوات وصُحف، ومجلّات، حيث إن محصلة هذه العمليّة هي الترويج لفكرة أو منتج أو قناعة معينه، ليبدأ الجمهور بتبنيها تدريجيّاً.

أنواع وسائل الإعلام:

تسعى وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها إلى زيادة عدد جماهيرها، وتوسيع مدى انتشارها، حيث يمكن تصنيف أنواعها كالتالي:

1- وسائل الإعلام المطبوعة:

وهي التي تستخدم الورق والحبر والطابعة لعرضها، وأهمّها:

الصحف والجرائد:

تُعتبر الصحف، والجرائد مثالاً واضحاً على دور الإعلام في بثِّ الأخبار العالميّة، والمحليّة، ومن مُميّزات الجريدة أنّها تُصدَر بشكل دوري، إمّا يوميّ أوأسبوعيّ، وقد نشرت أوّل صحيفة في العالم عام 1605 م في فرنسا، وتجدر الإشارة أنّ الجرائد تُعد من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً على تشكيل الرأي العام في المُجتمعات من خلال ما تنشره من آراء ومقالات.

المجلات:

تختلفُ المجلات عن الجرائد في شكلها ومحتواها والنّقاشات التي تقدمها، حيثُ تتألف من غلاف وفيها صفحة مُخصّصة بذكر المحتويات، وبعد ذلك تبدأ بعرضها كالأخبار وصفحاتٌ الموضة والفن وغيرها كما أنّها تصدر بشكلٍ دوريّ أو شهريّ أو كما يُقرّر المنشؤون. وقد صدرت أول مجلة في العالم عام 1731 م في لندن، واسمها مجلة السيّد.

2- وسائل الإعلام غير المطبوعة:

وتصنف إلى وسائل مسموعة، ومرئيّة، وإلكترونية، حسب الأداة الإعلاميّة التي تقوم بعرضها، ومنها:

التلفاز:

يُعدّ التلفاز من أحدث وسائل الإعلام المُؤثّرة التي يصعُب تركها والاستغناء عنها، حيث كانت أول تجربة في اختراعه في 1848م و أولّ بثّ إعلانيّ له عام 1941م في الولايات المُتّحدة لينتشر بعدها في أوروبا الغربيّة، ويتفرّد التلفاز بعدة أمور من بينها أنه يدمج بين الصوت والصّورة فيجمع بذلك خصائص الإعلان المسموع والمرئيّ. علاوة على ذلك تتعدّد القنوات والبرامج الإعلانات والفترة المُخصّصة لكل منها، ممّا يعني وصول المُعلن لأي فئة، وفي أي وقت. بالإضافة إلى أنه يمتلك ميزة قابليّة التصديق من قبل المشاهدين، وذلك نتيجة ازدياد ساعات البث، والدوام عليها

المذياع أو الراديو:

من أنواع وسائل الإعلام المسموعة ويُذكر أنّ أول راديو تم اختراعه كان سنة1895م، ويتميّز المذياع بعدة أمور من ابرزها إمكانية اقتنائه من قبل الكثيرين، ولا يحتاج الكثير من المهارة لتشغيله، بالإضافة لاستمرار بثّه على مدار الساعة، ممّا يُمكّن الجمهور من تحديد الوقت الذي يُناسبهم لتلقيّ المحتوى. فضلاً عن سهولة استقبال البثّ في أيّ مكان وعند القيام بأي عمل ضمن الحياة اليومية كالرياضة مثلاً.

الإنترنت:

يجمع الإنترنت بين وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئيّة والإلكترونيّة، حيثُ يُمكن للشخص أن يتصفّح المواقع المُختلفة بكل سهولة، ومن الجدير بالذّكر أنّها خرجت للعالم لأول مرة عام 1969م بحيث أحدثت ثورةً كبيرةً في عالم الإعلام والاتّصال وساعدت في ربط العالم كلّه تحت فضاءٍ واحد.

أهمّية وسائل الإعلام:

تطوّر العالم نتيجةً لعدّة ثوراتٍ، منها ثورة تطوّر وسائل الإعلام والتي شكلت أهمية كبيرة على عدة مستويات وهي:

1- أهمية الإعلام على المستوى الوظيفيّ:

على الصعيد المجتمعيّ تطمح المُؤسَّسات الخيريّة، والشركات التجاريّة والحملات الانتخابيّة، وأصحاب الأفكار والمشاريع للاستفادة من وسائل الإعلام حيث قد يضاعف الإعلام من فرص الربح والانتشار على مستوى العلاقات مع الأفراد والمُؤسَّسات، كما أنّ الإنترنت قد فتح أبواب كثيرة للتواصل حيث يمكن الإعلان عن الخدمات ومشاركة آخر الأخبار الخاصّة بالمُؤسَّسة، وهذا يسهل التواصُل المباشر مع الجمهور.

2- أهمية الإعلام على المستوى الشخصيّ:

العلاقات الجيّدة مع وسائل الإعلام تخلق فرصة حقيقيّة على المستوى الشخصيّ، بحيث يصبح اسم شخص أو منصبه وإنجازاته محور حديث الناس بخطوات سهلة ووقت أقل، ممّا يُمكنه من قَطع مسافات كبيرة في التسويق الذاتيّ، لذا فإن إتقان استثمار شبكات التواصُل الاجتماعي أمراً مهماً على المستوى الوظيفيّ والاجتماعيّ والعائلي أيضاً.

3- أهمّية الإعلام كمصدر للمعلومة:

ما يزيد من قيمة وسائل الإعلام أنها تعتبر مصدراً لتلقي المعلومات، علماً بأنّ دورها لا يتوقَّف عند نقل الأخبار، بل يتعدّاه لتصبح أيضاً أداة ناقلة لصوت الشعوب حيث يتطلَّب ذلك شفافيّة عالية وتبنٍّ لقضايا المجتمعات، وهذا يُحمِّلها مسؤوليّة مضاعفة في إثبات مصداقيتها.

4- أهمّية الإعلام في تنمية المجتمع:

أشادت منظمة الأمم المُتحدو بدور وسائل الإعلام الذي يؤمن بتعدد وجهات النظر وحُرّية التعبير ومن الأدوار التي يلعبها الإعلام في تنمية المجتمع هي:

  1. مساهمته في صنع القرار: كونه يوفر كمّ ونوع من المعلومات القابلة للتداول بين مختلف أطراف صنع القرار، مما يقارب بين وجهات النّظر المختلفة، ويُساهم في إنتاج القرار السياسي.
  2. يساهم في تقبُّل أو رفض القرار: يُهيئ الإعلامُ الرأي العام لتقبّل القرارات المقدمة، من السلطات؛ أو قد يُحرّض على رفضها أيضاً.
  3. يعزز الحوار بين الثقافات: حيث تمتلكُ وسائل الإعلام الأدوات القادرة على تبسيط الحوار بين الثقافات، وإزالة الجهل كي تنتقل بالإنسان إلى مدى واسع من تقبّل الأطراف الأخرى.
  4. ينمي الوعي بين الشعوب: تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تحفيز الشّباب على التّعاون لمواجهة الصعوبات، حيثُ إنّها مسوؤلةٌ عن تعريف الناس بالكثير من القضايا والمخاطر المترتبة عليها.

سلبيات وسائل الإعلام:

تكمن سلبيات وسائل الإعلام فيما يلي:

  1. انتشار بعض القنوات التي تسيء لعقل الإنسان وطريقة تفكيره، وتساهم بسحبه نحو الخطأ.
  2. كما انتشار القنوات التي تحرّض على الشعوذة، والسحر والتي تجعل الإنسان يؤمن بهذه الأمور الخاطئة
  3. أيضاً تقدم بعض الوسائل مشاهد العنف، والقتل التي تشجع على انتشار الجريمة بين البشر.
  4. بعض المحطات الإعلاميّة تعرض بعض الأفلام والمشاهد التي تحرّض على ارتكاب المحرمات.
  5. كذلك تروج وسائل الإعلام لبعض المنتجات التي نحصل منها على دخل مالي كبير على صحة الإنسان، وسلامته العامة، كالترويج لشركات السجائر والكحول.
  6. تساهم بعضها كالانترنت بإلحاق الأضرار الصحية بالإنسان في حال كان يُدمن عليها، كالإصابة بأوجاع في الظهر، وضعف البصر.

وفي الختام، كما رأينا في مقالنا وسائل الإعلام هي سلاح ذو حدين، لذلك يجب علينا التعامل معها بوعي وعقلانية كي نستطيع الاستفادة منها بما يخدم تطورنا ونجاحنا.