العمل التطوعي: أشكاله وفوائده

العمل التطوعي: أشكاله وفوائده
العمل التطوعي
الكاتب: فريق التحرير
التاريخ: مايو 15, 2023

على الرغم من الانحدار الأخلاقي الملحوظ الذي تعيشه مختلف دول العالم من أنانية واتكالية وما إلى ذلك، لا زال هناك الكثير من أوجه الإيثار الصادرة عن فئات مختلفة في المجتمع، وإن تحدثنا عن أكثر مظاهر الإيثار والتعاون شيوعًا، لا بد لنا الحديث عن العمل التطوعي.

خصصنا لكم هذا المقال المقدم إليكم حصريًّا من موقع مواضيع عربية للتعرف على العمل التطوعي وأشكاله وأهم الفوائد التي يمكن أن ينالها الفرد من خلاله.

ما هو العمل التطوعي؟

العمل التطوعي

دعونا نتعرف معًا في بداية هذا المقال على العمل التطوعي:

  • ببساطة يعد العمل التطوعي نشاط إنساني غير ربحي، جماعي أو فردي، تكمن غايته في تحقيق منفعة عامة للمحتاجين.
  • كما يتجه العمل التطوعي إلى إنجاز المهام بكل إخلاص وأمانة ونزاهة، فبالتأكيد لن يتردد الفرد في تقديم كل ما بوسعه في سبيل نجاح العمل التطوعي طالما أن الفرد لم يسعى إلى تحقيق الربح.
  • وعلى المتطوع أن يحترم مبادئ وغايات وضوابط العمل التطوعي المشارك به، كما عليه أن يتجنب كل ما من شأنه الإخلال بقواعد التعاون والتشاركية، فلا بد له من احترام غيره من أطراف العمل التطوعي.
  • وللعمل التطوعي قيمة لا يمكن إنكارها، فهو من الناحية الدينية أيضًا أحد ركائز التنمية الشاملة في الدين الإسلامي ويستمد جذوره من العقيدة الراسخة لدى المسلمين.
  • كما يعد العمل التطوعي فرصةً لصقل المواهب والقدرات والاندماج الفعال في الحياة.

أشكال العمل التطوعي:

بعد أن قمنا بالاطلاع على بعض المعلومات التعريفية حيال العمل التطوعي، دعونا نتوسع أكثر بالحديث عن العمل التطوعي وذلك بالتعرف على أشكال العمل التطوعي:

من الناحية التنظيمية، ينقسم العمل التطوعي إلى قسمين:

التطوع الرسمي (المؤسسي):

  • يعد التطوع الرسمي النوع الأكثر تنظيمًا من أنواع العمل التطوعي؛ كونه يتم تحت إشراف الجهات الرسمية أو مؤسسات أو منظمات لها الإرشادات والسياسات وتوجيهات من شأنها تنظيم العمل التطوعي على أكمل وجه.
  • وتكمن مهمة هذه الجهات القائمة على العمل التطوعي في إعلام المتطوعين بهذه المعلومات والسياسات عند بداية فترة التطوع.
  • أبرز الأمثلة على التطوع الرسمي أو المؤسسي هي التطوع ضمن المنظمات الدولية لتقديم يد العون للاجئين في أوقات الحروب.

التطوع الغير رسمي:

  • يعد التطوع الغير رسمي الشكل الأكثر شيوعًا للعمل التطوعي في مجتمعنا، ويتجلى في قيام شخص أو مجموعة من الأشخاص بمبادرات فردية لأسباب دينية أو إنسانية أو اجتماعية أو ما إلى ذلك، بحيث يبادر المتطوع وفقًا لهذه الأسباب إلى تقديم كل ما في وسعهم في سبيل حل مشاكل الآخرين أو تحسين مستوى معيشتهم.
  • ومن الأمثلة على العمل التطوعي الغير الرسمي: تكريس بعض أصحاب المهارات وقتهم بغية تعليم الغير هذه المهارات، كالمبادرات الفردية التي تهدف إلى تعليم النساء الخياطة بغية تمكين المرأة من العمل في المجتمع، قيام طبيب بتقديم العلاج بالمجان لبعض أصحاب الحالات المادية الحرجة.

فوائد العمل التطوعي:

فوائد العمل التطوعي

في سياق حديثنا عن العمل التطوعي، دعونا ننهي المقال بالتعرف على أهم فوائد العمل التطوعي:

1- خدمة المجتمع:

  • حيث تكمن الغاية الأكثر أهمية في العمل التطوعي في خدمة المجتمع، فكون العمل التطوعي يعني تقديم المساعدة بشكل فردي أو جماعي لبعض فئات المجتمع فهذا الأمر يعني بالضرورة أن خدمة المجتمع فائدة لا يمكن إنكارها للعمل التطوعي.
  • فتقديم الطبيب للعلاج بالمجان يعد خدمة للفئات الفقيرة في المجتمع، وتقديم المعلم للدروس بالمجان يعد خدمة للطلاب ذوي الحالات المادية الحرجة ومن ثم يعد خدمة عامة للمجتمع تكمن في الحث على نشر العلم في داخله.

2- اكتساب خبرات جديدة:

  • إن العمل التطوعي لا يعني بالضرورة عدم استفادة الفرد المتطوع من هذا العمل، فالعمل التطوعي يمكن أن يعود بالمنفعة على الفرد من خلال كسبه لبعض الخبرات والمهارات الجديدة في إطار العمل التطوعي.
  • فمن خلال اختلاط الفرد مع غيره من المتطوعين، وكذلك من خلال مشاركته في إنجاز مختلف المهام الملقاة على عاتقه في العمل التطوعي لا بد من أن يؤدي إلى حصول الفرد على خبرات ومهارات جديدة بالنسبة له أو على الأقل كان بغفلةٍ عنها.
  • وتبرز هذه الفائدة أكثر في حالات العمل التطوعي الجماعي التي يكون الفرد فيها تحت إشراف منظمات أو مؤسسات لها تاريخ سابق في العمل التطوعي.

3- دعم السيرة الذاتية:

  • أكثر ما يهم أصحاب العمل المأجور هو استعدادك للعمل بكفاءة دون الاكتراث كثيرًا للجانب المادي، وإن وجود ما يدل على مشاركتك في بعض الأعمال التطوعية يعد خير دليل على استعدادك لذلك.
  • فوجود العمل التطوعي ضمن سيرتك الذاتية يعد خير دليل على استعدادك لتقديم كل ما بوسعك ضمن العمل وإن لم يكن المردود مجزيًا.
  • فالشخص الذي وافق على تكريس وقته وإمكانياته في سبيل تقديم المنفعة للغير دون انتظار مقابل يعد الشخص الأكثر استعدادًا لتقديم كل ما في وسعه في سبيل نجاح العمل من وجهة نظر أصحاب العمل.

4- التواصل مع الآخرين:

  • إن كنت تعاني من بعض الانطوائية أو الخجل أو إن كنت ترغب في تكوين بعض الصداقات في محيطك، فالعمل التطوعي يعد فرصة مناسبة للغاية بالنسبة لك.
  • علاوةً على ذلك، ستتعرف على أشخاص لم يترددوا أبدًا في تقديم العون لغيرهم، لذا غالبًا ما سيفعلون ذلك أيضًا عند احتياجك لهم إن وقعت في مأزقٍ ما.

تاريخ العمل التطوعي:

بعد كل ما تعرفنا عليه بخصوص العمل التطوعي، لننهي المقال بالتعرف على نبذة بسيطة حول تاريخ العمل التطوعي:

  • في حقيقة الأمر، فإن للعمل التطوعي تاريخ قديم للغاية، بدأ منذ الحضارات القديمة، فالقدماء المصريين على سبيل المثال كانوا يقوموا بتوزيع الأكل في بعض المناسبات دون أي مقابل.
  • كما أن النقوش الموجودة على المعابد تشير إلى أن المصريين القدماء قد قاموا ببناء الملاجئ للأيتام إضافةً إلى دور المسنين دون مقابل؛ بغية تقديم العناية الكاملة لهم.
  • وقديمًا في اليونان، برزت فكرة رعاية الأطفال الذين لا يحظون بالرعاية الأسرية؛ لما كان لديهم من قناعة بأن الحفاظ على سلامة الأطفال يعد حفاظًا على سلامة المجتمع ككل.
  • كما عرف لدى اليونان قديمًا جماعات المحسنين الذين كانوا يقدمون المساعدة المادية للمحتاج وكذلك جماعات لمساعدة الغير في الكوارث كالزلازل والأمطار الشديدة.

لقد تعرفنا معًا في هذا المقال على أهم المعلومات التوضيحية عن العمل التطوعي، ومن ثم انتقلنا للحديث عن أشكال العمل التطوعي من الناحية التنظيمية، واستأنفنا الحديث بالتعرف على فوائد العمل التطوعي، وفي الختام تعرفنا على نبذة مختصرة حول تاريخ العمل التطوعي.