الدوران الوظيفي: مفهومه وأسبابه وطرق تخفيضه

الدوران الوظيفي: مفهومه وأسبابه وطرق تخفيضه
الدوران الوظيفي
الكاتب: فريق التحرير
التاريخ: نوفمبر 30, 2023

تسعى جميع الشركات والمؤسسات إلى الحفاظ على سير العمل بطريقة جيدة وتحقيق هدفها من العمل، ولكن أي شركة معرضة دوماً للمرور بمراحل إحباط وعدم قدرة الإدارة على الوصول لأهدافها، ومن أهم المشاكل التي تتعرض لها الشركة هي مشكلة عدم استمرار الموظفين في عملهم لوقت طويل، وهذا ما يسمى بالدوران الوظيفي، والذي يسبب الضرر للشركة ويؤثر على سير العمل، وهنا سنقدم في هذا المقال شرح مفصل عن مفهوم الدوران الوظيفي وأسبابه، بالإضافة إلى طرق تخفيضه.

مفهوم الدوران الوظيفي:

يعتبر الدوران الوظيفي مصطلح إداري يستخدم بكثرة في الشركات والمؤسسات، وهو يعبر عن حركة الموظفين سواء كان دخول للشركة أو خروج منها، أو كان إرادي أو إجباري، فإنه يعبر عن ترك العامل لعمله بشكل نهائي. يركز مصطلح الدوران الوظيفي على الفترة الزمنية التي يعمل بها العامل ضمن الشركة، والتي تمتد من أيام وحتى السنة، بالإضافة إلى التغييرات التي تحصل على عدد العاملين ضمن الشركة. إذ تقوم جميع الشركات بتحديد معدل الدوران الوظيفي من خلال نسبة عدد الموظفين الذين دخلوا إلى الشركة على عدد الموظفين الذي خرجوا منها، وتسعى أغلب الشركات إلى الحفاظ على المعدل منخفض والتقليل قدر الإمكان من ترك الموظفين لعملهم ضمن الشركة، حيث يؤثر بشكل كبير على الإنتاج ونجاح العمل وتحقيق الأهداف. تجدر الإشارة إلى أنه في بعض الأحيان يكون الدوران الوظيفي مفيد، حيث يكون الموظف هنا محتال أو غير ناجح في أداء المهام والإنتاج في العمل.

أسباب الدوران الوظيفي:

يوجد الكثير من الأسباب التي تسبب الدوران الوظيفي في الشركة، ووجود حركة نقل دائمة للموظفين، والذي يعود بشكل عام إما للشركة أو للإدارة أو حتى للموظف نفسه، وهنا سنوضح أهم أسباب الدوران الوظيفي وأكثرها انتشاراً بشكل مختصر فيما يلي:

1- أسباب إجبارية خارجة عن إرادة العامل:

قد يتعرض الموظف لحادث يمنعه عن الاستمرار في العمل، أو حتى في حال بلوغه سن التقاعد أو قد يحدث وفاة، وهذه الأسباب قسرية لا يمكن التحكم بها.

2- أسباب ترتبط بالشركة نفسها:

قد يكون هناك مشاكل معينة في الشركة لا تريح الموظف، مع أن الشركة قادرة على حلها وتحسين ظروف العمل، كغياب الحوافز والمكافآت والترقيات، أو ضعف في رواتب العاملين، أو حتى إهمال الموظفين وعدم التفكير بهم ومراعاة ظروفهم المختلفة، أو قد يكون استغلال الموظفين من قبل الإدارة وتكليفهم بمهام صعبة ومجهدة للغاية، حيث أن كل ذلك يسبب ملل العامل ورغبته في ترك العمل.

3- أسباب مرتبطة بالتنظيم:

يعتبر غياب التنظيم في العمل من أهم الأسباب المؤدية للدوران الوظيفي، ونذكر مثال ذلك انتقال مكان العمل إلى موقع آخر وبالتالي حاجة مدير العمل إلى إقالة جميع العاملين، أو حتى في حال العمل الموسمي يشعر الموظف بالملل ويترك العمل، ومن أهم الأسباب أيضاً المرتبطة بالتنظيم العلاقة السيئة بين المدير والعامل، أو تقليص حجم الشركة وبالتالي تقليص عدد الموظفين، أو حتى تطور الشركة لتستخدم التكنولوجيا بدلاً من العمال البشر.

4- أسباب مرتبطة بسلوك الموظفين:

من أهم هذه الأسباب هو عدم راحة راحة الموظف بالعمل وبالتالي تركه، أو قد يكون ناتج عن عدم احترامه للوقت والتأخر والتغيب بشكل دائم، أو حتى الكسل في أداء العمل، وهنا يجبر المدير على استبدال الموظف وطرده.

5- العلاقة السيئة بين المدير والموظف:

يتعامل بعض مدراء الشركة بطريقة سيئة مع الموظفين ويسخرون منهم بشكل دائم، الأمر الذي يزيد من معدل الدوران الوظيفي ويجعل الموظف يترك وظيفته في الشركة.

6- عدم احترام الشركة ومراعاتهم لحياة الموظفين الشخصية:

بعض مدراء العمل يفرطون في توكيل المهام للموظف، كأن يطلب منه ساعات عمل إضافية أو يكلفه بمهام تحتاج أكثر من شخص لأدائها، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على حياة الموظف الشخصية وتجعله يختارها على حساب العمل.

7- عدم توافق تصورات الشخص عن الوظيفة مع الوظيفة نفسها:

بعض الشركات تعطي وصف للوظيفة مختلف تماماً عما هي عليه في الواقع، الأمر الذي يدفع الموظف إلى ترك عمله ويزيد من معدل الدوران الوظيفي.

8- عدم قيام مدير الشركة بإجراء مقابلة عمل:

هذه النقطة بالذات تسبب بشكل كبير توظيف أشخاص غير مؤهلين ولا يملكون المهارات الكافية لأداء المهام في الشركة.

9- عدم توجيه الملاحظات للموظفين من قبل مدراء الشركة:

يسبب تأجيل الملاحظات في العمل من قبل مدير الشركة إلى ضعف نجاح العمل وإنتاجيته، وبالتالي فشل الشركة وزيادة معدل الدوران الوظيفي.

10- عدم مشاركة العاملين في اتخاذ قرارات الشركة:

بالإضافة إلى الرابط المهني هنالك رابط عاطفي يربط الموظف بوظيفته، وفي حال عدم أخذ رأيه في أي قرار متعلق بالشركة، فإن هذا يشعره بشكل كبير بعدم انتمائه لها ويرغب بتركه للوظيفة فيها.

طرائق تخفيض الدوران الوظيفي:

ترغب كل شركة بتخفيض معدل الدوران الوظيفي والحفاظ على سبر العمل بنجاح بدون أي مشاكل أو عقبات تؤثر على انتاجه والسعي لتحقيق هدفه، وبالطبع تبدأ جميع الحلول والطرق بمعالجة أسباب زيادة الدوران الوظيفي والعمل على الحد منها قدر الإمكان، ومن أهم الطرق لتخفيض الدوران الوظيفي:

1- توفير جو داعم وبيئة عمل مريحة للموظف:

من الضروري جداً لتخفيض معدل الدوران الوظيفي قيام الشركة بدعم طموح الموظف ومساعدته في الوصول لهدفه، بالإضافة إلى المشاركة في العمل وتبادل الآراء المختلفة لتحقيق نجاح الشركة.

2- انتقاء الأشخاص المناسبين للوظيفة من بداية العمل:

من المعروف أن نجاح الشركة يكون من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا يتم من خلال قيام مدير الشركة بإجراء مقابلات مع المتقدمين للوظيفة واختيار الأكثر كفاءة ومهارة في العمل.

3- اختيار الأشخاص ذوي المهارات العالية:

من الضروري جداً لتخفيض معدل الدوران الوظيفي اختيار موظفين يتمتعون بالذكاء والمهارة والقدرة على الابتكار، حيث أنه بذلك سيكون فريق العمل قادر على زيادة الإنتاج والنهوض بالشركة للأعلى بشكل دائم.

4- إقامة دورات تدريبية:

من الجيد جداً منح الفرصة للموظفين بتبادل المعارف والمهارات، حيث يساعد ذلك بشكل كبير في سد فراغات الشركة، وتمكن أي موظف من إداء مهام زميله في حال غيابه.

5- الاعتراف بنجاح العاملين:

من الضروري جداً لتحفيض معدل الدوران الوظيفي قيام مدير الشركة بالشكر بانجازات الموظفين لديه، حيث يساعد ذلك بشكل كبير في تشجيعهم على الاستمرار وتقديم المزيد للشركة ورغبتهم في البقاء بالوظيفة.

6- جعل جو العمل ممتع:

عندما يكون جو العمل ممتع ومريح، فإن الموظف تزداد رغبته في البقاء بالوظيفة والاستمرار بالعمل.

7- مراعاة الظروف الشخصية للموظفين:

من الجيد جداً أن يكون هناك مرونة في العلاقة بين الموظف والمدير، ولا سيما في أوقات بداية ونهاية العمل، حيث أن الموظف قد يتعرض لظرف معين يجبره على الخروج قبل نهاية وقت العمل.

8- مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات:

إن قيام المدير بمشاركة موظفين بقرارات الشركة يساهم بشكل كبير في رغبتهم بتنفيذها والالتزام بها، بينما تقديمها بدون أي استشارة سابقة تشعر الموظف بأنها لا تعنيه ويتجاهلها.

9- ربط الأداء بالأجر:

من الجيد جداً تقديم الحوافز للموظفين وتشجيعهم على العمل، وذلك من خلال تقدير كمية الجهد بتقديم مبلغ مالي أو مكافأة تشجع بقية الموظفين على تقديم المزيد للشركة.

10- الاهتمام بالموظفين وتقديم ملاحظات العمل:

يتم ذلك من خلال تعريف العالم بالمهام المكلف بها وتقديم النقاط الأساسية التي يجب الانتباه عليها، وذلك حتى يستمر العمل بنجاح بدون أي مشاكل.

في الختام، يعتبر الدوران الوظيفي من النقاط التي تركز عليها أي شركة منذ بداية عملها وحتى النهاية، وتسعى بشكل دائم إلى تخفيض معدله للحفاظ على سير العمل بنجاح دون أي عقبات تؤثر على إنتاجيته، وذلك من خلال تأمين جو مريح للموظف وتشجيعه على العطاء الدائم للشركة.