مع الثورة التقنية الهائلة التي نعيشها في يومنا الحالي، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف أنماطها وباختلاف أساليب وغايات استخدامها تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فكم من الساعات التي نقضيها يوميًّا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودائمًا ما يدور الحديث حول مواقع التواصل الاجتماعي، ودائمًا ما يحتوي هذا الحديث على اختلافات، فالبعض يرى مواقع التواصل الاجتماعي نعمة سهّلت مختلف أوجه نشاط الحياة اليومية، فيما يراها البعض بالنقمة التي أفسدت مجتمعاتنا العربية منذ البدء بالتوجه نحوها، ومهما تعدّدت وجهات النظر حول مواقع التواصل الاجتماعي، يبقى انتشارها على نطاق واسع أمر لا جدال عليه في يومنا الحالي، ويدلّ على ذلك عمليات التحميل التي تجاوزت الملايين لفيسبوك ويوتيوب وما إلى ذلك من التطبيقات.
وقد خصّصنا لكم هذا المقال المقدم إليكم بشكل حصري وموثوق للتعرف على إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سنتعرّف على الكثير من النقاط التي يمكن اتخاذها معيارًا لتقييم مواقع التواصل الاجتماعي.
إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي:
بدايةً، دعونا نتعرف في مستهل حديثنا في هذا المقال على أهم إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي:
1- تسهيل مهام الحياة اليومية:
هناك الكثير من المهام التي تخلو منها حياة أي شخص، كانت مسبقًا تشكل عائقًا من شأنه تعكير صفو الحياة اليومية للمكلفين بها؛ نظرًا لصعوبة إنجازها.
أما اليوم ومع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح بين أيدينا الأدوات والوسائل التي تتيح لنا إنجاز غالبية مهام حياتنا اليومية بصورة أقل عناءً وأكثر كفاءة.
فمثلًا، توفر الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي الدروس التعليمية لمختلف المراحل الدراسية بأسلوب مبسط وبشكل مجاني، على خلاف ما كان عليه الأمر قديمًا، حيث كان يتطلب ذلك تحمل التكاليف المادية لتلقي مثل هذا النوع من المعلومات القيمة.
2- تواصل أكثر سهولة مع المحيط :
قديماً، لم يكن بمقدورك التواصل مع الأصدقاء ومحيطك بشكل عام إلا من خلال وسائل التواصل التقليدية كالبريد المحلي والهاتف الأرضي وغير ذلك، والتي يؤخذ عليها قلة الكفاءة والتأخير في بعض الأحيان.
بينما تستطيع مع مواقع التواصل الاجتماعي التواصل بشكل مباشر مع من تريد من خلال الرسائل النصية أو الصوتية وكذلك من خلال مكالمات الصوت والفيديو، أيًّا كان مكانه وبالمجان.
3- مواكبة كل ما يجري في العالم:
منذ بضعة أعوام، لم يكن هناك أية وسيلة من شأنها إخبارك بكل ما يجري في العالم من أحداث سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية وما إلى ذلك سوى القنوات التلفزيونية والتي مهما تطورت ستبقى تتصف بمحدودية خدماتها.
أما اليوم ومن خلال مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنك الإطلاع على كل ما يجري في العالم من أحداث، بالإضافة إلى إمكانية إبداء رأيك والدخول في أحاديث حول ما تريد مع أشخاص مهتمين بذات المواضيع التي تعنيك.
4- الإطلاع على العالم من حولك :
قديمًا، لم يكن بمقدورك معرفة سوى ثقافة ونمط الحياة في بلدك دون غيره من بقاع العالم، أما اليوم فتستطيع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإطلاع على تاريخ وحضارات وأساليب الحياة في مختلف دول العالم.
فمثلًا، لا يخفى على أحد اليوم أسلوب الحياة المغلق في كوريا الشمالية، ولا يخفى كذلك على أحد الحالة الاقتصادية والمستوى المعيشي لأية دولة حول العالم.
5- مصدر غني بالمعلومات المتنوعة :
كان البعض يواجه صعوبة فائقة في سبيل الحصول على بعض المعلومات، سواء المعلومات الدينية أو الثقافية أو ما إلى ذلك.
ولكن مع الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكانك الاطلاع على كل ما ترغب به من معلومات بضغطة زر بالمجان وخلال ثوانٍ معدودة.
فمثلًا، إن كنت تبحث عن فتوى دينية حول موضوعٍ ما، كان يتوجب عليك قديمًا التوجه إلى دار الإفتاء في مكان إقامتك، أما اليوم فتستطيع خلال ثوانٍ قليلة معرفة الحكم الشرعي لأية مسألة ومعرفة وجهات النظر المتباينة لأشهر علماء الدين حولها.
6- إتاحة الرفاهية للجميع:
سابقاً، كانت وسائل الترفيه من أجهزة إلكترونية وألعاب لا تعمل سوى على الأجهزة باهظة الثمن حكرًا على الأغنياء، أما اليوم ومع توسع نطاق مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان الجميع التمتع بسبل الترفيه التي تقدمها هذه المواقع بالمجان وبدون أية مشاكل.
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:
بعد أن تعرفنا على أهم إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكي يتصف حديثنا بالإنصاف، وتأكيدًا على أن مواقع التواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدين، دعونا نتعرف فيما يلي على أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:
1- إضاعة الوقت بشكل مفرط:
على الرغم من الترفيه الهائل الذي تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها، إلا أنها في الوقت ذاته تعد إحدى أكثر الأسباب مضيعةً للوقت.
وإن كنت ترغب بالتأكد من ذلك، فنود إخبارك بأن هناك الكثير من التطبيقات التي تستطيع إخبارك في نهاية اليوم عن الوقت الذي أمضيته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفصل.
2- إدخال مفاهيم غير ملائمة لطبيعة المجتمع:
مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، يتجه الكثير ممن هم ينتمون لبعض المجتمعات المحافظة كمجتمعاتنا العربية إلى الاقتداء ببعض المشاهير الذين قد يقتبسون منهم ما يتعارض مع الثقافة السائدة في مجتمعنا العربي.
فمثلًا، لم تكن بعض أنماط الألبسة مقبولة سابقًا في مجتمعنا العربي، فيما تنتشر اليوم في أرجاء متفرقة من الدول العربية في الأسواق والمتاجر المرخص لها بالعمل دون أية مشاكل.
3- اختراق خصوصية المستخدم:
حيث تتعرض خصوصيتنا اليوم مع الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي للاختراق الملحوظ، فأصبح من الصعب اليوم إخفاء ما قد نمر به من مشاكل خلال حياتنا اليومية.
إضافةً إلى بعض المضايقات التي قد نتعرض لها عبر هذه المواقع من رسائل مزعجة واحتيالية وما إلى ذلك.
4- الحد من المهارات العقلية :
سابقاً، كان الإنسان مضرًّا للجوء إلى ما لديه من مهارات وكفاءات عقلية وذهنية لإدارة الكثير من أوجه نشاط حياته اليومية.
أما اليوم ومع الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الإنسان يتصف أكثر بالطابع الاتكالي، حيث يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتوصل إلى الحلول المناسبة لما قد يعترضه من عقبات في حياته اليومية دون الاستعانة بما لديه من إمكانيات ذهنية.
5- التسبب بالانطواء والانعزال للإنسان:
إن الإنسان كائن مدني بالطبع، أي أنه مضطرًّا للتعايش مع غيره والاختلاط بمحيطه للاستمرار في حياته اليومية بصحة نفسية على قدر جيد من الكفاءة، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أثرت سلبًا على الصفة الاجتماعية لمستخدميها.
فلمَ يذهب الإنسان إلى التجمعات والأماكن المكتظة بالأشخاص إن كان بإمكانه التواصل مع من يريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تعرفنا معًا في هذا المقال على كافة التفاصيل التي من شأنها منحكم فكرة عامة عن مواقع التواصل الاجتماعي من الناحيتين السلبية والإيجابية، حيث كرسنا في هذا المقال المبدأ القائل بأن مواقع التواصل الاجتماعي هي بمثابة السلاح ذو الحدين.
