أذكار الصباح والمساء كاملة تعتبر غذاء للروح، وهي وسيلة للتواصل الروحي مع الله عز وجل وتقوية علاقتنا به، عدا عن دورها الكبير في إبعاد وسواس الشيطان وعدم التأثر به، ودورها الكبير في حمايتنا من كل شر وأذى، ولهذا تعتبر جزء أساسي من حياة المؤمن، والتي يسعى إلى ترديدها يومياً صباحاً ومساءاً لتصبح جزء من روتين حياته اليومية. يوجد عدد كبير من الأذكار التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي تقرب المؤمن من الله تعالى وتغير حياته نحو الأفضل والأكثر توفيقاً.
أذكار الصباح والمساء في القرآن الكريم:
يبحث المؤمن عن جميع الطرق التي تعزز صلته بالله عز وجل وتقربه منه، ويعتبر الدعاء ملاذ للمؤمن ووسيلته الأقوى لتخفيف ضغوطات الحياة وصعوباتها والتأمل في عظمة الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، وهنا سنذكر أهم أذكار الصباح والمساء التي وردت في القرآن الكريم:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة الإخلاص:
{قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد}.
- قوله سبحانه وتعالى في آية الكرسي:
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم}.
- قوله سبحانه وتعالى في سورة الفلق:
{قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد}.
- قوله سبحانه وتعالى في سورة الناس:
{قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس}.
- قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
{آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كلّ آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإلك المصير، لا يكلّف الله نفساً إلّا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
أذكار الصباح والمساء من السنة النبوية الشريفة:
تساعد قراءة أذكار الصباح والمساء كاملة بشكل يومي روتيني على حماية المؤمن من الشر والأذى وتيسير أموره بشكل أكبر، وقد وردت الكثير منها في السنة النبوية الشريفة والتي تساعد على راحة النفس والبال بشكل واضح، ومن ضمن أهم هذه الأذكار نذكر ما يلي:
- “اللهم إنّني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال”.
- يكرر هذا الدعاء ثلاث عبارة: “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”.
- “يا حيّ يا قيوم، برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
- يكرر هذا الدعاء ثلاث عبارة: “سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته”.
- “اللهم يا عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، ربّ كلّ شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي وشرّ الشيطان وشركه، قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك”.
- “اللهم إنّي أسألك العفو والعافية، في الدنيا والآخرة، اللهم إنّي أسألك العفو والعافية، في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي”.
- “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت”.
- كرر هذا الدعاء ثلاث عبارة: “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إنّي أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت”.
- “أمسينا وأمسى الملك لله (وفي الصباح يقول أصبحنا وأصبح الملك لله)، والحمد لله لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربّ أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشرّ ما بعدها، ربّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربّ أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر”.
- “أصبحنا على فطرة الإسلام (وفي المساء يقول أمسنا على فطرة الإسلام)، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملّة أبينا ابراهيم، حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين”.
- “اللهم ما أصبح بي من نعمة (وفي المساء يقال اللهم ما أمسى بي من نعمة)، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي، فقد أدى شكر ليلته”.
ما فائدة الأذكار؟
يترك ترديد أذكار الصباح والمساء كاملة بشكل متكرر ويومي آثار عديدة ايجابية على المؤمن، والتي من ضمنها راحة العقل والبال، وزوال الحزن والهم، وإبعاد وساوس الشيطان وغيرها الكثير من الفوائد الأخرى التي نختصرها بما يلي:
- إنعاش العقل والقلب والتقرب من الله عز وجل بصورة أكبر.
- إبعاد وساوس الشيطان عن حياة المؤمن وكسر شوكته.
- كسب رضا الله عز وجل والعيش باسترخاء وراحة بال.
- الحفاظ على السعادة والراحة والاستقرار ضمن الأسرة.
- تعزيز صحة الجسم والحفاظ على قوته، وبيان الراحة على وجه المؤمن.
- يشجع المؤمن على المنافسة على فعل الخير والتسابق في تحقيق رضا الله عز وجل والتقرب منه.
- الشعور بالخير والبركة في الحياة وكسب الرزق في العمل.
- الحفاظ على التواصل الروحي بين العبد وربه والعمل على تعزيزه بصورة أكبر.
- التحلي بالقيم النبيلة والحكمة في مواجهة الصعاب.
- تيسير الأمور والتوفيق في العمل والحياة.
- انشراح الصدر وراحة البال والنفس.
ما هي الأذكار التي تقال في الصباح والمساء؟
يقصد بأذكار الصباح والمساء أي حضور الله بذكره وتكرار ترديد المؤمن (الحمدلله، لا إله إلا الله، سبحان الله العظيم، وغيرها).
والدليل على ذلك قوله تعالى:
- {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}.
- وقوله تعالى:
{فسبحان الله حين تمسّون وحين تصبّحون}.
فالمؤمن يبحث دوماً عن وسائل تقربه من الله تعالى، ويجتهد في ترديد أذكار الصباح والمساء كاملة بشكل يومي وبدون انقطاع.
إلى هنا نكون قد قدمنا أذكار الصباح والمساء كاملة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فالدعاء سلاح المؤمن ووسيلته للتقرب من الله سبحانه وتعالى، فهي جزء أساسي من حياته وعبادته، وترديدها المستمر غذاء للروح والجسد وصحته النفسية والجسدية.
